بدء طباعة ديواني الشاعر الكبير الراحل عبدالله البردوني "ابن من شاب قرناها والعشق على مرافئ القمر"، في سياق طباعة جميع إنتاجاته مع نتاجات الشاعر الكبير حسن عبدالله الشرفي، عمل كبير يمثل إضافة نوعية للمشهد الثقافي اليمني. وتأتي طباعة الديوانين في إطار رد الاعتبار للشاعر الكبير عبدالله البردوني الذي ظلم حياً وميتاً وهو بموهبته الشعرية التي لا يمكن أن تتكرر على الأقل في المستقبل المنظور، لقد أثرى الحياة الشعرية والأدبية والفكرية اليمنية بنتاجات ابداعية قلما نجد لها مثيلاً. لقد أصبح الشاعر الراحل البردوني، مصدر الهام وفخر واعتزاز لكل يمني، ذاع صيته في جميع الأقطار العربية أديباً وشاعراً فذاً، حتى بات أحد رموز أعلام الشعر والأدب العربي وأحد أبرز المجددين فيه، ووصل إلى العالمية عبر ترجمة العديد من إنتاجه الشعري والأدبي. شكّل الشاعر الكبير عبد الله البردوني مدرسة شعرية وأدبية متكاملة، وعاش حياة اتسمت بالبساطة والزهد والقناعة، ونذر نفسه وعمره للفكر والشعر فكان نتاجه سلسلة من الدراسات الأدبية والتاريخية والقصائد الشعرية الإبداعية التي خلّد ووثّق فيها مراحل مهمة من حياة الشعب اليمني. كان البردوني رحمه الله شاعراً شجاعاً لم يهادن حكام عصره ولم يحاول التقرب منهم لمنافع شخصية، عاش قامة شعرية وأدبية سامقة، وتميز شعره بقوة وجزالة ومواقف جسورة لشاعر حمل مشاعل ثورية في كل مراحل حياته. والواجب اليوم يقتضي تجميع كل نتاجات هذا الشاعر والمفكر العظيم وإعادة طباعتها وتوثيق كل المراحل المهمة في حياته وتقديمها عملاً متكاملاً للأجيال اليمنية المتعاقبة وللقراء والمهتمين العرب والأجانب، فالمسؤولية الوطنية والأخلاقية تُلزم المعنيين القيام بهذا العمل الوطني الكبير لهذه القامة الأدبية والشعرية.